معضلة الشر لماذا يوجد شر وما الحكمة؟

في 38 دقيقة "تفكيك معضلة الشر" وتبديدها

المقالة هي تفريغ للفيديو أعلاه. الحقوق لصاحب الفيديو وكل الشكر له.

إما الإله خير أو شرير أو غير موجود. دي الخيارات الثلاثة التي وضعها أبو قبلة (الملحد). لكون الشر موجود، إما الإله خير أو شرير ولا يمكن التفريق بينهما، وإما أنه غير موجود. فخلّونا نبدأ بالخيار الثالث. يزعم الملحد بما أن الشر موجود إذن الإله غير موجود.

تجربة سي إس لويس مع معضلة الشر

في أواخر القرن التاسع عشر، ولد المفكر الأيرلندي الشهير سي إس لويس. وكان لويس اشترك في سن المراهقة في الحرب العالمية الأولى، فرأى بعينيه العذاب والآلام، رأى محرقة الحرب الرهيبة، حرب عالمية. رأى الشر فقرر أن يلحد. ألحد سي إس لويس نتيجة لمعضلة الشر وظل ملحدا لسنوات، لكنه على عكس بعض الملاحدة اكتشف مع الوقت المقلب الذي خذه. بدأ يقول لنفسه: ما هو الضياع والهبل الذي أنا فيه؟ سي إس لويس اكتشف أنه يستحيل فهم الشر من داخل الإلحاد. مستحيل.

لو كان الإلحاد صحيحا لم لنكن نعلم أن هناك شيء اسمه شر أو خير أو خطأ أو صواب. ومن هنا سيبدأ سي إس لويس مشروعه الفكري، مشروع سي إس لويس الفكري في تفكيك الإلحاد من داخل الإلحاد، ويصبح خلال سنوات من أقوى نقاد الإلحاد في أوروبا. أنا أعتبر سي إس لويس أقوى حد انتقد الإلحاد في أوروبا في القرن العشرين بعد علي عزت بيجوفيتش رحمه الله. أقوى كتاب صنف في نقد الإلحاد في القرن العشرين من وجهة نظري هو كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" لعلي عزت بيجوفيتش رحمه الله. فاتك الكثير أيها الملحد وأيها المؤمن لو لم تكن قرأت هذا الكتاب وهذا رابط الكتاب. على فكرة، أنا أعتبر أن مشروعي في نقد الإلحاد مجرد حواشي على كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب".

المهم، سي إس لويس بدأ ينتقد الإلحاد من داخله. بدأ يستخدم معضلة الشر نفسها في بيان أن الإلحاد خطأ. بما أن هناك شر في العالم، إذن الإلحاد خطأ.

كتب سي إس لويس يقول:

"وقد كانت حجتي أن العالم بدا في منتهى القسوة. ولكن كيف حصلت على مفهوم الشر؟ الإنسان لا يصف خطا بأنه غير مستقيم إلا إذا كانت عنده فكرة ما عن معنى الخط المستقيم. فبماذا كنت أقارن هذا العالم لما رأيته فيه شر؟ إذا كان العرض كله سيئا وتافها من الألف إلى الياء"

من وجهة نظر إلحادية، ليس هناك معنى في هذا العالم، وبالتالي العرض كله سيئ وتافه.

"شعوري بالبلل، شعوري بالشر يعني أنني لست ابن هذا العالم."

ويقول

"وهكذا، ففي محاولتي إثبات عدم وجود الله، تبين لي في ذلك الفعل بذاته أن الله موجود، لأن الإنسان بإنكاره الخير في أمر ما يرغم على التسليم بوجود مفهوم الخير."

لما تقول لي ما فيش خير في هذا الحادث أو في هذه الواقعة يبقى أن تفاهم ما معنى الخير وعارف أن هناك خير، وهذا يدل على المعنى في العالم أن هناك معنى في العالم، وهذا أيضا ضد الإلحاد.

يكمل لويس ويقول:

"لو كان الكون كله عديم المعنى، لما كان قد تبين لنا إطلاقا أنه عديم المعنى. فالوضع شبيه بهذا المثال: لو لم يكن في العالم نور، ولم تكن في العالم مخلوقات لها أعين، لم اعرفنا إطلاقا أن الظلمة مسيطرة، ولا كانت الظلمة كلمة عديمة المعنى."

لو لم يكن هناك معنى في هذا العالم، وهناك غاية، لكانت كلمة الشر كلمة عديمة المعنى، كلمة ليس لها معنى.

يختم لويس ويقول:

"لو كان الكون كله عديم المعنى، لما كان قد تبين لنا إطلاقا أنه عديم المعنى."

الإلحاد يتعارض مع معضلة الشر

إذن لا يمكن إلحاديا أن نفهم معضلة الشر. لو فهمت هذه المعضلة، إذن الإلحاد خطأ. من يستوعب هذا الكلام وعنده إنصاف سوف يترك إلحاده.

أيها الملحد، لو كان الإلحاد صحيحا فأنت لن تفهم أن هناك خير أو شر. الشر يعني أن شيئا قد حصل، كارثة مثلا، والمفروض لم يكن يحصل. بس هذا الكلام مستحيل لو كنا في عالم إلحادي. في عالم إلحادي، لن يكون هناك معنى لتفهم أن هناك خير أو شر، وده كلام سي إس لويس أيضا. لو كنا في عالم إلحادي، فهذا يعني أننا في عالم محايد، عالم بارد، عالم تحكمه قوانين حتمية، عالم جبري. وعالم كهذا لن يكون فيه خير ولا شر ولا غاية ولا معنى ولا أي حاجة من كده.
داخل العالم الجبري الذي تحكمه الحتمية، داخل هذا العالم، محل الأحداث هو نفس المحل الذي تسير عليه القوانين الفيزيائية. إذن ليس هناك ذرة تخالف قوانين الفيزياء، لا في مخك، ولا في العالم من حولك، ولا في السلوك البشري، لأنها كلها ذرات إلحاديا، والكل يسير في فيزياء حتمية. في عالم كهذا، لن يكون هناك خير ولا شر ولا معنى ولا غاية. قوانين جبرية محايدة تماما.

وده اللي بيعترف به الملحد ريتشارد دوكنز حين يقول:

"الكون في حقيقته بلا خير ولا شر".1

وسام هاريس:

الإرادة الحرة هي وهم. إرادتنا ليست بصنعنا ببساطة. تنشأ الأفكار والنوايا من الأسباب الخلفية التي لسنا على علم بها والتي لا نمارس عليها أي تحكم واع.

أيضا بيعترف أن ما فيش حاجة اسمها حرية إرادة. إحنا في عالم جبري حتمي. إذن لو كان الكون إلحاديا، لكان من المستحيل أن تفهم معضلة الشر. لن تعرف أصلا أن هناك شر ولن تعرف معنى الشر. ما فيش معادلة فيزيائية تخالف القانون. وبما أن هذا الكون ليس أكثر من ذرات وليس أكثر من قوانين جبرية، إذن لن يكون هناك خير ولا شر ولا مخالفة.

فكون الملحد بيستشعر أن هناك معضلة الشر، وكون كل إنسان عارف أن في خير وشر وصواب وخطأ، وبناء على الشر ظهرت المحاكم والقوانين والدساتير والقضاء والمحاماة، في إجماع فطر إنساني على أن هناك خير وشر وصواب وخطأ. وهذا يعني أن في إجماع فطر إنساني على أن الإلحاد خطأ، وعلى أننا مكلفون. كلنا مكلف. الخير والشر والصواب والخطأ لم يكونوا ليوجدوا لو لم تكن عندنا حرية إرادة.

  • حرية إرادة
  • وجود المعنى
  • استشعار التكليف
  • الاختيارية

فهناك حرية إرادة عند كل إنسان، على أساسها يفعل الخير ولا يفعل الشر. وعلى أساس هذه الحرية، هناك محاكم وهناك أيضا معنى. وكلنا يشعر بأنه مكلف، عارفين أننا مكلفين، وهناك اختيارية. نستطيع أن نفعل أو لا نفعل. الخير والشر والصواب والخطأ يعنون أننا لسنا أبناء هذا العالم. يعنون أننا أتينا من مقدمة أخرى غير المقدمة الإلحادية. أتينا من مقدمة سماوية. خلقنا بمقدمة سماوية، خلقنا مكلفين، عندنا حرية إرادة، مكلفين بفعل الخير وترك الشر. وعلى هذا الأساس استوعبنا الخير والشر والصواب والخطأ.

لن تفهم الشر ولن تفهم معضلة الشر إلا لأنك إنسان مكلف.

يبقى لما يأتي ملحد ويكلمني عن الشر ويقول لي إن الشر دليل على أن الخالق غير موجود، فهذا معنى أنه يتكلم في البلالة، ضايع. لو كان الإلحاد صحيحا، لما بدا شيء أنه خير أو شر.

وبعدين بالمنطق، من غير كل الكلام السابق، ما علاقة وجود الشر بنفي الخالق؟

  • إذا كان الأب خير وبيحب الخير لابنه، فلماذا إداله الحقنة؟
  • الحقنة مؤلمة
  • إذن الأب غير موجود!

استنتاج أهبل. هل هذا منطق!

  • كوريا الشمالية فيها شر
  • إذن لا وجود لكوريا الشمالية!

قفزة غير منطقية إطلاقا.

فقضية الشر ليس لها علاقة بوجود الخالق، وإنما لها علاقة بصفاته. نركز بقى في اللي جاي. الشر لن يكون معضلة إلا لمن آمن بأن الله موجود، وبأنه سبحانه مطلق الخيرية ومطلق القدرة فقط.

لو كان الأب مطلق الخيرية ومطلق القدرة كان عالج ابنه من غير حقن. ولله المثل الأعلى، فإذا كان الله مطلق الخيرية ومطلق القدرة، فلماذا قدر الشر؟ هو ده السؤال. أدلنا ساعة يا أبا قبلة بنحرر عشان نصل لصيغة هذا السؤال: إذا كان الله مطلق الخيرية ومطلق القدرة، فلماذا قدر وجود الشر؟ وهذا السؤال غلط، لأن هذا السؤال يدل على فهم مغلوط عن الله. لأن الله سبحانه كما أنه مطلق الخيرية ومطلق القدرة، كذلك هو سبحانه مطلق الحكمة.

فالعقيدة الدينية الصحيحة عن الله عز وجل، كما أنها تثبت لله عز وجل قدرة ورحمة، كذلك تثبت له سبحانه علما وعدلا وحكمة. قدر بحكمته تكليفنا، وقدر بحكمته وجود البلاء، وقدر برحمته لأنه مطلق الخيرية ومطلق القدرة. قدر برحمته أن كل بلاء في أصله خير، كل بلاء يكتنف على خير أكبر. فأفعال الله سبحانه كلها خير وكلها حكمة. وقد تكون بعض الأقدار في صورتها شر، لكنها في الواقع تؤدي لخير أكبر. أي حاجة لو أنت شفت شر فإنها تحتوي على خير أكبر لك ولغيرك.

طيب، لماذا قدر الله سبحانه هذا الشر الضئيل النسبي؟ لأنك مكلف. لأنك مختبر

"وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً" (الأنبياء ٣٥)

"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الملك ٢)

فالشر الذي تراه هو شر نسبي، لأن الخير الذي يترتب عليه خير أكبر. وما قدر هذا الشر النسبي إلا كما قلنا للابتلاء والتكليف.

إذن فالشر المحض لا ينسب إلى الله عز وجل أبدا. وهذه عقيدة كل مسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ" (صحيح مسلم 771)

والشر ليس إليك، فالشر المحض لا ينسب إلى الله عز وجل.
شوف قصة الخضر وموسى عليه السلام. الحاجات التي عملها الخضر ظاهريا شر لا تحتمل، لكنها تحتوي على خير عظيم. فأنت أيها الإنسان، أحكامك البشرية قاصرة، وهذا مصدر شعورك بالشر والبلاء. أحكام الإنسان البشرية قاصرة، تصوراته قاصرة، وهذا مصدر شعوره بالشر والبلاء. وكلما ازداد الإنسان حكمة وبصيرة، كلما خفت البلاء في عينيه، كلما ازداد رضا بأقدار الله سبحانه، لأنه يعلم أن الله لا يقدر إلا الخير. فليس هناك شر أعظم من الخير في أي بلاء أو حدث أو مصيبة أو كارثة. وليس هناك شر مساوي للخير في أي حدث أو بلاء أو مصيبة أو كارثة. بل كل شر هو شر نسبي إضافي. الخير المترتب عليه أكبر وأعظم.

يعني تخيل أي مصيبة في العالم النهاردة، أي كارثة شفتها، الخير المترتب على هذا البلاء أكبر وأعظم بكثير. طيب، هنا سؤال: مش كان ممكن يحصل هذا الخير المترتب على الشر بدون حصول الشر؟ مش كان ممكن نختبر ونكلف من غير بلاء؟

والجواب:

تكليف بدون بلاء = تكليف بدون تكليف

تناقض زي الشمس. إزاي عاوز أكلف من غير ما أكلف؟ كل تكليف بالبداهة يقتضي نوعا من الاختبار والبلاء، وإلا ما صار تكليفا.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين سئل نفس هذا السؤال: "خلق هذه الطبيعة بدون لوازمها ممتنع، فوجود الملزوم بدون لوازمه محال". تكليف بدون تكليف. يكمل شيخ الإسلام ويقول: "فإن قيل لم لم تخلق الحركة ساكنة؟ قيل لأن ذات الحركة فيها تحرك، فكيف تكون ساكنة؟" لم لم يكلف الإنسان بدون تكليف؟ ذات التكليف فيه تكليف، فكيف يكون بغير تكليف؟ هذا مخالف للبديهيات الأولية. فالتكليف يعني اختبار، يعني بلاء. كل اختبار فيه قدر من البلاء. هذه بديهة. حتى اختبار آخر السنة في المدارس والجامعات. أنت تقطع من وقتك، ومن نومك، ومن راحة بالك، ومن سعادتك، فكل تكليف فيه قدر من البلاء. ده بديهي. "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ" (القصص ٦٨)

مش هتفصل أنت على مزاجك. وبعدين، كيف تملك أنت إرادة حرة، والتي هي أصل التكليف الإلهي؟ التكليف يستلزم أنك تكون حر. حر بين الإيمان والكفر، حر بين فعل الخير أو الشر. كيف تريد أن تكون هناك إرادة حرة من غير القدرة على فعل الشر؟ إذا كنت مجبرا على فعل الخير فقط، فأين الحرية؟ أين التكليف؟ أين حرية الإرادة؟ أين الاختبار؟

إذن فالشر النسبي، وبعض الألم، والقدرة على ارتكاب المعصية، وبعض البلاءات، هذه كلها مقتضى طبيعي لحرية الإرادة والتكليف الإلهي.

حكمة البلاء وضروريات التكليف الإلهي

طيب، لماذا تخفى علينا حكمة البلاء؟ ده أيضا طبيعي، لأنك مكلف. لو عرفت حكمة كل بلاء، فأين التكليف بالاختبار والصبر والاحتساب؟ هتبقى عامل زي اللي داخل الامتحان ومعاه نموذج الإجابة. ماينفعش. أين التكليف في هذا؟

ولذلك استمع لقول الله عز وجل:

"بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ" (يونس ٣٩).

يكذب بما لا يعلم حكمته.

يقول ديكارت:

"ليس لدي أي أسباب تجعلني أتذمر على أن الله لم يمنحني قدرة أكبر على الفهم. من الطبيعي أن تظل بعض الأشياء غير مفهومة بالنسبة لي. وعوضا عن التمرد، يتوجب علي أن أشكر ربي أنه لم يجعلني مدينا له بقدر نعمه علي".

تخيل أيها الإنسان لو أنت مدين لله بقدر نعمه عليك! والله لو قضيت عمرك في سجدة، ما وفيت شيئا من نعم الله عليك. فأنت عاوز تعرف كل الحكمة؟ إذن أشكر الله على كل نعمة، ولن تفعل.

إذن وجود هذا الشر النسبي والبلاء وخفاء بعض الحكمة، هذا لأنك مختبر، لأنك مكلف، لأنك قد ترتقي بالبلاء وقد تنتكس.

"وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً" (الأنبياء ٣٥).

في واحد يكفر علشان موضوع الشر، وفي واحد يزداد إيمانا. سنة الله في خلقه. التكليف والبلاء والاختبار.

"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ" (التغابن ٢).

الكافر يقول: "لازم أفهم الحكمة من كل بلاء وأعرف أين هذا الخير الذي يكتنف عليه هذا البلاء، وإلا فأنا كافر نظرا لوجود هذا البلاء".

المؤمن يقول: "عرفت بالبرهان أن الله حكيم، الله عز وجل حكيم. أدلة لا حصر لها على حكمة الله سبحانه. وأنا أعجز عن إدراك كل هذه الحكم، فأسلم لله سبحانه بأنه حكيم في كل ما قدر".

وده شبيه بموقف الجندي الذي يطيع أمر القائد في أرض المعركة دون تفصيل عن الحكمة من كل قرار. مش لازم يعرف ما هي حكمة القائد في كل أمر. يطيع فورا، لأنه تولدت عنده القناعة ابتداء. اقتنع بحكمة القائد، لأن مجال الرؤية عند القائد أوسع وأكثر حكمة من الجندي. ولله المثل الأعلى.

فموقف المؤمن في التسليم لله سبحانه موقف عقلاني أما موقف الملحد فهذا موقف أرعن، موقف أحمق. لو طبقه الجندي لانهارت الكتيبة، فما بالك وحكمة الله مطلقة، فما بالك وحكمة الله سبحانه كلها خير، وأدلة حكمته سبحانه لا حصر لها، لا يحصيها إنسان، والله لو ظل طيلة عمره يبحث في هذه الحكمة:

"قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا" (الكهف ١٠٩).

أدلة الحكمة لا حصر لها. شوف بس الهرمونات اللي جوه جسدك بهذا المقدار والضبط المدهش. شوف الطعام الذي خلقه الله لك:

"فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ" (عبس ٢٤)

شوف تدبير خلقتك، شوف تدبير العالم من حولك، شوف تدبير كل شيء داخلك وخارجك. أدلة من الحكمة والإتقان لا حصر لها.

فالملحد يتجاهل ما لا حصر له من حكمة الله سبحانه في العالم من حوله وفي داخله، ويركز فقط فيما لا يعرف حكمته من بلاء معين. يقول لك هو لماذا هذا البلاء حصل؟ إذن فأنا كافر بكل الحكمة! موقف سخيف. فالملحد لا يرى ولا يركز ولا يهتم إلا على ما يجهل حكمته، يركز فقط على ما تشابه عليه فهمه:

"فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ" (آل عمران ٧)

يتبع فقط ما تشابه عليه فهمه ابتغاء الفتنة عن دين الله سبحانه.

أما المؤمن فيقول: كل شيء محكم، فلا يقع بلاء إلا لحكمة. نظرة المؤمن أعلم وأحكم وأشمل وأصلح بكثير من نظرة الملحد القاصرة الخاطئة. فما ظهر البلاء في كون محكم إلا لحكمة.

خليني أديك مثال لذيذ هيعرفك أن موقف المؤمن عقلاني. دكتور الجراحة لما بيفتح بطن المريض في عمليات الجراحة بيلاقي تلافيف الأمعاء بتاخد شكل معقد جدا. الطب لغاية النهاردة مش عارف لماذا تتخذ الأمعاء هذا الشكل المعقد الغريب، حتة طالعة، حتة نازلة، حتة داخلة هنا، حتة طلعة من هنا. شكل غريب جدا. لكن لأن الطب علم بما لا حصر له من أدلة أن كل حاجة جوه جسم الإنسان بشكل معين وفي موضع معين لا بد لها من سر ولا بد لها من فائدة، إن لم نعرفها اليوم سوف نعرفها غدا. لماذا هذا الهرمون بهذا القدر الضئيل جدا؟ عرفنا النهاردة أن هذا القدر هو القدر المثالي. لماذا ضربات القلب تسير بهذا المعدل؟ عرفنا النهاردة أن هذا المعدل هو المثالي.

فالطب عندما رأى أن كل شيء متقنا في جسم الإنسان أيقن أن شكل الأمعاء بهذه التلافيف وهذا الشكل الغريب لا بد أن يكون متقنا. ولذلك ومع أن احنا لغاية النهاردة مش عارفين لماذا الأمعاء تتخذ هذا الشكل إلا أن أي دكتور جراحة بعد ما يخلص عمليته بيرجع الأمعاء لنفس شكلها داخل البطن. بيحاول يحرص أنها تعود لنفس الشكل الذي كانت عليه، فبيحاولش يعمل أي تعديل فيها لأنه يوقن أن هذا الشكل هو الشكل الأمثل مع أنه تخفى عليه حكمته.

فالإنسان لما سلم بحكمة الله ابتداءً، سلم بحكمته سبحانه في كل ما خفيت حكمته، وهذه عقيدة أي مسلم: التسليم لأقدار الله سبحانه. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ" (صحيح مسلم 8)

فالإيمان بتقدير الله سبحانه هو دين المسلم. ترضى بتقدير الله سبحانه في كل شيء:

"ولو أنفقْتَ مثلَ أحُدٍ ذهبًا في سبيلِ اللهِ ما قَبِلَهُ اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقدَرِ، فتعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكن ليُخْطِئَكَ ، وما أخطأكَ لم يكن ليُصِيبَكَ، ولو مِتَّ على غيرِ هذا لدخَلْتَ النارَ" (صحيح الجامع 5244)

فالمؤمن يسلم لكل أقدار الله لأن كل أقدار الله خير، وهذا هو الموقف العقلاني.

في غزوة الأحزاب عندما اجتمع الأحزاب حول المدينة حتى يقتلوا الصحابة، ولم يكن يفصل بينهم وبين المدينة إلا خندق ساعات، أيام وسيعبر هذا الخندق. ماذا فعل الصحابة في هذا الموقف المدهش؟ قال الله عز وجل:

"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا" (الأحزاب ٢٢)

فماذا كانت النتيجة؟ أرسل الله عز وجل على جيش الأحزاب ريحا عظيمة:

"فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا" (الأحزاب ٩)

فكل تقدير الله عز وجل فيه كمال الخير وكمال الحكمة، فلا بد أن تسلم ولا بد أن ترضى، وفي هذا نصرك ونجاتك.

أنت متخيل أنه لو لا البلاء لم تكن تطلع من المكان الذي ولدت فيه؟ لو لا وجود الشر، لو لا وجود البلاء لما كان هناك حضارة، لما كان هناك مدن ولا بيوت ولا مصانع ولا عمل ولا بحث ولا طب ولا اختراع ولا أي حاجة. لم نكن نحتاج أن ننتقل من مكان الولادة، لا شر ولا عناء ولا بلاء ولا تعب ولا مرض، ليس هناك مشاكل حتى أبحث لها عن حلول.

فأيها الإنسان، تدبر حكمة الله سبحانه في وجود البلاء، واتق الله فإنك مكلف.

دور الإعلام في نشر معضلة الشر

في بقى حاجة خلت معضلة الشر تنتشر في الغرب بصورة رهيبة. الحاجة دي أنا بسميها مغالطة درجات الحرارة. ما معنى هذا الكلام؟ فيه ضخ إعلامي رهيب ينقل لك مصائب الدنيا كلها في لحظات: زلزال هنا، بركان هنا، حدث هنا، متحور لفيروس هنا. وهذه طبيعة الإعلام أنه بيركز دايما على الخبر الكارثي. لكن في الواقع، مفيش إنسان بيتعرض لهذه البلاءات مجتمعة، فكل إنسان يبتلى بقدر محدود من البلاءات، ويعيش في المقابل، ويحاط في المقابل بجبال من النعم والخيرات والفضل الذي لا يحصى. فمن هذا الذي ينكر نعم الله عليه؟ فالخير هو الأصل، هو الطاغي، والشر نسبي، إضافي لحكمة لخير أيضا. فالزلزال يحصل في دولة كذا، يؤثر على بعض البيوت، لكن بقية بيوت الكوكب مستقرة. مرض حصل لفلان، لكنه متعافٍ من آلاف الأمراض الأخرى.

فمشكلة الإعلام أنه بيجمع مصائب الدنيا كلها في لحظات، فيتأثر الإنسان، لماذا توجد كل هذه البلاءات؟ وتبدأ تنتشر معضلة الشر في الغرب. درجة الحرارة في مصر 40 درجة، وفي العراق 38 درجة، وفي إيطاليا 42 درجة، فكيف يحتمل إنسان حرارة تصل إلى 120 درجة؟ والواقع أن هذه الحرارة مقسمة على بلاد كثيرة. فالذي بيجمع مصائب الدنيا هذا يقع تحت مغالطة درجات الحرارة. فالذي يجمع المصائب ثم يناقش معضلة الشر، وكأنه يصور أن إنسانا واحدا تقع عليه كل هذه المصائب. ففي الواقع، البلاءات مقسمة، والنعم والخيرات والفضل على كل مبتلى لا تحصى، النعم المحيطة بكل صاحب بلاء لا حصر لها. فلا بد أن نستشعر بألطاف الله سبحانه، نستشعر بنعمه التي لا تحصى.

كيف يكون البلاء طريقاً إلى الهداية

الخيارات الثلاثة التي وضعها هذا الملحد لم يضع معها خيارا رابعا، وهو أن الله حكيم. البلاء ده حاجة مدهشة، أغلب الملتزمين، أغلب الدعاة إلى الله عز وجل التزموا بعد بلاء أصابهم أو رأوه، فالبلاء كان سببًا في اهتداء أغلب الذين اهتدوا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته. واحد يحصل له بلاء فيكون عايز هذا البلاء يرفع عنه، يكون في أول أمره قصده حصول ذلك المطلوب من الرزق والنصر والعافية. ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله ومعرفته ومحبته والتناعم بذكره ودعائه، ما يكونه أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي همته. وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية.

واحد يبتلى فيدعو الله سبحانه أن يرفع عنه هذا البلاء، ومع الدعاء والتضرع يقترب من الله شيئا فشيئا، يزداد إيمانا، يزداد معرفة بالله عز وجل، يزداد محبة لله سبحانه، فيهتدي وترتفع درجته وينسى البلاء الذي أهمه أصلا.

الإنسان أتى لهذه الدنيا ليختبر، أتى لهذا العالم ليكلف، والإنسان في كل خطوة في حياته معرض: هل يفعل الخير أم يفعل الشر؟ ودراما وجود الإنسان في هذا العالم لا بد وأن تجسد نوعا من أنواع صراع الخير والشر. وعشان كده، لن تجد رواية ولا قصة ولا فيلم إلا وفيه نوع من أنواع صراع الخير والشر. ليس هناك رواية عبر التاريخ تخلو من الخير والشر. صراع الخير والشر! ممكن تلاقي رواية البطل فيها ليس الملك وإنما الخادم بتاع الملك، فإن صراع الخير والشر يدور في إطار هذا الخادم بصورة أعمق، فعشان كده صار هو بطل الرواية.

صراع الخير والشر سر الوجود الإنساني في هذا العالم، وسر التكليف. الإنسان في كل أفعاله خاضع للتكليف الإلهي. التكليف الإلهي ليس هناك أولى منه في هذا العالم. التكليف الإلهي يستشعره الإنسان في كل موقف في حياته، في كل خطوة: أعمل الصح ولا الغلط، الواجب ولا المصلحة، أؤدي الحق أم أفعل الهوى. كل خطوة في حياتك أنت فيها مكلف، وهذا من أكبر الأدلة على صحة مبدأ الرسالات:

"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" (الانسان ٣)
"وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" (البلد ١٠)

فصراع الخير والشر هو أحد أكبر البراهين على أنك أيها الإنسان مكلف ولست هملاً. ثم يأتي من يحتج على الدين بأن هناك شر. لا يدري بحديثه عن الشر أنه يهدم إلحاده ويؤكد أننا مكلفون. تمنينا لو كان هؤلاء يبحثون عن الحق بإنصاف، والله ما احتجنا لكل هذه التحريرات، لكنه الهوى والمصلحة والحرص على لفت الأنظار.

الخاتمة

المشكلة التي تجعل الناس يصعب عليهم أن يعترفوا بالحق، صعب جدا عليهم أن يقبلوا الحق مهما تبين. المشكلة هي الهوى. بالطبع تضاف إليها مشكلة الجهل، الجهل بالإسلام والافتراء عليه بالجهل.

سبحان الله! لما فكرت أعمل هذه الحلقة في الرد على هذا الملحد استخرت، فكان الورد بتاعي في ركعتي الاستخارة عند قوله تعالى:

"إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ﴿٤٥﴾ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ﴿٤٦﴾ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٤٧﴾ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ﴿٤٩﴾ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٥٠﴾" (الواقعة ٤٥-٥٠)

والله كان هذا وردي لما فكرت في الرد عليك. فنسأل الله سبحانه أن يهديك قبل أن تموت أو يصرف شرك عن الصبية الذين تقوم بالضحك عليهم بحلقاتك، مستغلا جهلهم وقلة علمهم، وبتعمل منتاج وموسيقى في الخلفية وحركات. والله لو شبهات الملاحدة كرئت مكتوبة، لربما لم ينتبه إليها الكثير. لكن شغل المنتاج والموسيقى والمؤثرات البصرية هذه تشعر الصبي الصغير بالهزيمة النفسية قبل أن يستمع للشبهة أصلا.

فأنا أعترف أنكم تستخدمون أساليب ذكية، لكنه ذكاء الشيطان.

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف ٢١)

والله لا يتابع هؤلاء ويتأثر بالسخافات التي عندهم، ولا يحاول أن يبحث عن إنقاذ نفسه من الضلال وكشف ما عند هؤلاء من الكذب والجهل إلا مختوم على قلبه. هؤلاء ينكرون بصائر الحق البينة. ليسوا يشتغلون غير على شوية شبهات الرد عليها يسير، لكن المنتاج والحركات يؤثرون على الصبي الصغار.

لكن أبشروا، هؤلاء الصبيان الصغار سيفهموا اللعبة مع الوقت وسوف يتحولوا إلى دعاة إلى الله عز وجل، وسوف يركزوا على هدم مشروعكم في الشرق والغرب. ثم دعوني أسأل: هل استطاع الإلحاد أصلا أن يشبع الجوع الوجودي عند الإنسان ولو بكلمة؟ جوع الحاجة لمعرفة لماذا هو إنسان؟ وما معنى إنسان؟ ولماذا هو هنا في هذا العالم؟ وإلى أين مصيره؟ هل استطاع الإلحاد أن يوقف هذا الجوع الوجودي ولو بكلمة؟ كل ما يفعله الإلحاد أنه بيسقط الملحد في العبثية والعدمية، بيخليه زي السكران حتى ينسى أنه مطالب بتقرير مصيره.

كل إنسان يعلم من نفسه علما ضروريا بأنه مكلف. مهمة الإنسان في هذا العالم أن يفهم غاية وجوده. الإنسان لن يعرف أنه إنسان، الإنسان لن يعرف معنى أنه إنسان ومعنى وجوده وغاية وجوده إلا لو عاش وفق ما أراد الله سبحانه. فقط إذا عاش الإنسان وفق ما أراد الله سبحانه، هيفهم لماذا هو هنا، هتطمئن نفسه، لأن ساعتها نفسه توافق الفطرة، فيطمئن ويهدأ. والإنسان عندما يعيش وفق ما أراد الله سبحانه، فإنه يدل الناس على الله، يدل الناس على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه أكبر مهمة: ينقذ الناس من النار بحسب جهده، بحسب استطاعته. هذه من المفروض أنها تكون غاية حياتك. كل واحد فينا المفروض أن تكون مهمته أي أن كان سنه أو مكانه أو علمه، يدل الناس على الله سبحانه، يدل الناس على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله عز وجل على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

"قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي" (يوسف ١٠٨).

فسبيل النبي صلى الله عليه وسلم، وسبيل من اتبع النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة الناس إلى الله. ندل الناس على الله سبحانه. تدعو إلى الله عز وجل على بصيره، بحكمه وصبر. المفروض كل حياتك وكل أهدافك تصب في هذا الطريق: دعوة الناس إلى الله، تدل الناس على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكل حاجة بعد كده: الزواج، العمل، حياتك اليومية، المشاغل، كل حاجة تأتي تبعا لهذا الأمر:

"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام ١٦٢)

كل حياتي لله عز وجل. كمال العبودية لله في كل صغيرة وكبيرة. هذا الذي من أجله أتينا إلى هذا العالم:

"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات ٥٦)

أصلحنا الله وإياكم، ووفقنا جميعا لأن نعبده حق العبودية. اللهم آمين.

آسف لو أطلت عليكم. والسلام عليكم ورحمة الله.

"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴿٣١﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴿٣٢﴾ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴿٣٤﴾" (محمد ٣١-٣٤)

  1. River Out of Eden, P 131-132 ↩︎

You may also like...